لطالما كنت بين العاشقين رسولا..حمامة بيضاء ترفرف بأجنحتها الناصعة..أجوب بها بلاد الحب..كنت في عالم الحب حكيما لا حبيبا..أنظر الى المحبين ..تارة تكاد السعادة تطيربهم وتارة أخرى يغرقون في بحور أحزانهم ..يستنجدون من ألم الفراق..
أجلس في خلوتي..فتأخذني أفكاري في رحلة طويلة لا أجد لها نهاية...اتوقف عند محطة فيها لأسأل نفسي..ما هو الحب؟ ما هو هذا الاحساس الذي يجعل العاشقين يتيهون في غياهب أزمانهم..
أفكر طويلا ..لقد قيل لي بأن الحب جميل في عفويته وفي صدقه..لما لا أكون حبيبا..فأن الفضول يقتلني..أذ كيف أكون حكيما في الحب ولا أعرفه؟ يجيبني صوت رزين..يصل الى أذني كأمواج البحر..[أن الحب كالمد والجزر في بحره الواسع..أنه مغامرة كبيرة نتائجها عظيمة..أما السعادة الحقيقية..وأما التعاسة المريرة]
نعم أعترف ..رغم انني أعشق المغامرة..ألا أنني تنقصني الجرأة التي أدعيها لنفسي..
يغطي أوصالي الليل الرهيب في سواده..يغطي بعبائته المهيبة كل كياني..أشعر بوحدتي تثور في صدري..أشعر بضنى يقتل فرحتي..أنظر الى البحر ولا أراه
ضوء لامع يمر في سمائي..يالعجبي..انه يمر بجرأة حارقة أقلق فيها سكون الليل..لايخاف ظلامه بل وكأنه يتحداه..ياله من مشهد..وضوء آخر مر امامي من حيث لا أعلم ..وآخر أيضا حتى أمتلأت السماء أضواءا ذهبية..شعرت حينها وكأنني في بلاد الذهب الأسطورية..وأخذتني عيناي الى الأفق المسحور ..أتأمل شروق شمسها الخلاب..كأنها عروس برصانتها وجمالها..كأنها شمس أنتصار وحبور
لقد ترك ذلك المشهد شيئا في نفسي..لقد عرفت قيمة الحياة ومعانيها..لقد أدركت جهاد الخيوط الذهبية بشجاعتها لتقهر ظلام الليل اليائس..وبأنها تخاطر لتعطي الناس فرصة ليعيشوا الحياة ملء سعادتها..وعلمتني بأن الحب نكهة جديدة أزين بها أيامي..حمدا لك يا ألهي